أنت أرض المعركة!
أنت أرض المعركة وهم يريدونك أنت... يريدون أن يأخذوك بعيدًا عن القرب من الله U ونحن نحب الله U.
ومن هنا نقول: هذا السؤال ليس موجهًا لغير الملتزمين فقط بل موجه أيضًا إلى الملتزمين لأن الالتزام كما ذكرنا في حاجة إلى رعاية وحراسة وفي حاجة إلى ازدياد لأنه إذا وُجد نقص وإذا توقف أدركه الأعداء... قُطـاع الطريق إلى الله I } { (فاطر/6).
لابد أن تدرك هذه العداوة كي تعد للحرب عدتها، هل تتصور دولة أعداؤها يعدون العُدة لحربها ولا ينامون! وقادة هذه الدولة ومن فيها يلهون ويلعبون!
لا دخل لهم بالحرب ولا بإعداد العدة ولا بوضع الخطط ولا بتحصين الثغور! ماذا تكون النتيجة؟
أول موانع الالتزام: الشيطان!
لذلك نقول إن أول موانع الالتزام: الشيطان وأول ما تقاوم به الشيطان أن تستشعر عداوته وأخبرنا الله I بعداوته فقال: } { ثم زادنا الأمر باتخاذه عدوًا فقال: } nr{ (فاطر/6).
فالمعتاد أنك بمجرد أن تقول لإنسان فلان عدو لك فهو تلقائيًا إذا صدق الخبر أخذ منه موقف العداء، لكن هنا زاد الأمر تأكيدًا بقوله: { لأن كثيرًا من الناس يعلم أنه عدو وفي نفس الوقت يتخذه وليًا ويطيعه ولا يستحضر عداوته وينسى تلك العداوة بعد حين بل يجعله راعيه كمن يجعل الذئب راعيًا للغنم! يجعل مَنْ همه وإرادته في إضلاله وإبعاده وتوصيله إلى السعير وليًا له!!.
قال الله I: } { (الكهف/50). حيث اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون لابد أن تعلم أنه يجري منك مجرى الدم، هذا يقتضي كما ذكرنا حراسة للثغور.
أكثر الناس يُؤتَون من قِبَل عدم أخذ العدة فيتركون الثغور التي يدخل منها الشيطان، ويترتب على ذلك الامتناع عن الالتزام، وأن يدخل العدو إلى أرض الوطن.. يدخل إلى القلب.. هناك ثغر العين.. هناك ثغر الأذن.. هناك ثغر الفم، هناك ثغر البطن، هناك ثغر الفرج.. هناك ثغر اليدين والرجلين.
ثغور إن لم يكن عليها حراسة دخل العدو إلى أرض القلب واستباح الحرمات وأسر الملك وصرف هذه الجوارح في غير مرضات الله U، صرفها في غير مصلحتها، واستعمر المكان أو استخربه في الحقيقة... طلب خرابه واحتله وألقى القلب في السجن وأمَّر عليه النفس الأمارة بالسوء.. كما ترون في الدول المحتلة عندما يحتل الأعداء البلد يأتون بعملاء يوجهونهم ويُأمِّرونهم ويُنَفِّذُون لهم خططهم فهو يؤمِّر النفس الأمارة بالسوء لتتصرف في الجوارح لتجعل كل الثغور مستغلة لمصلحة العدو فبدلاً من أن ينظر إلى آيات الله I بعينه فيتفكر في خلق السماوات والأرض وينظر في آيات الله المكتوبة فينظر في المصحف وينظر في أحاديث النبي r وفي كتب العلم، تجده ينظر ليل نهار إلى ما حرم الله U عليه ينظر إلى العورات المكشوفة، ينظر إلى ما يهيج عليه شهوته.
ولقد أصبحت وسائل الإفساد المتعلقة بثغر العين كثيرة جدًا. فلابد من أن تقف بالمرصاد تحرس هذه الثغور، تمنع من وصول مدد الأعداء، لابد أن تغض بصرك عما حرم الله I كما قال الله U: } { (النور/30).