عدد الرسائل : 693 العمر : 63 تاريخ التسجيل : 01/02/2009
موضوع: رمضان كريم الخميس أغسطس 27, 2009 10:45 am
رمضان كريم
الصوم الصيام: يطلق على الإمساك قال الله تعالى << إنّي نَذَرْت للرّحْمانِ صومًا>> أي إمساكا عن الكلام. والمقصود به هنا ’ الإمساك عن المفطرات ’ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس’ مع النّية.
فضله: عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال :<< قال الله عزّ وجلّ كلّ عمل ابن آدم له إلاّ الصيام فإنه لي ’ وأنا أجزي به’والصيام جنّة’ فإذا كان يوم صوم أحدكم ’فلا يرفث ’ ولا يصخب ’ ولا يجهل ’ فإن شاتمه أحد’ أو قاتله ’ فليقل : إنّي صائم مرّتين’ والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم ’ أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك’ وللصائم يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره ’ وإذا لقي ربه فرح بصومه >> رواه أحمد ’ ومسلم والنسائي.
وعن عبد الله بن عمرو . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: << الصّيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ’ يقول الصّيام أي ربّ منعته الطعام و الشهوات ’ بالنهار ’ فشفعني به . ويقول القرآن: منعته النوم بالليل ’ فشفعني فيه فيُشَفّعان>> رواه أحمد بسند صحيح .
اعلم أنّ في الصوم خصيصة ليست في غيره’ وهي إضافته إلىالله عزّ و جلّ حيث يقول سبحانه: <<الصوم لي و أنا أجزي به >>’ وكفى بهذه الإضافة شرفا’ كما شرف البيت بإضافته إليه في قوله: { وَ طَهِّرْ بَيْتَي } (الحج 26). وإنما فضل الصوم لمعنيين: أحدهما : أنه سرّ وعمل باطن’ لا يراه الخلق ولا يدخله رياء. الثاني: أنه قهر لعدو الله’ لأن وسيلة العدو الشهوات’ وإنما تقوى الشهوات بالأكل و الشرب’ وما دامت أرض الشهوات مخصبة ’ فالشياطين يترددون إلى ذلك المرعى ’ وبترك الشهوات تضيق عليهم المسالك.
سنن الصوم: يستحب السحور ’ وتأخيره ’ وتعجيل الفطر ’ و أن يفطر على التمر. ويستحب الجود في رمضان’ و فعل المعروف’ وكثرة الصدقة ’ إقتداء برسول الله صلى الله عليه و سلّم. ويستحب دراسة القرآن والإعتكاف في رمضان: لا سيّما في العشر الأواخر ’ و زيادة الإجتهاد فيه. وفي الصحيحين من حديث عائشةرضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر [يعني الأخير ]’ شد مئزره ’ وأحيا الليل’ وأيقظ أهله. و ذكر العلماء في معنى شد المئزر وجهين: لأحدهما: أنه الإعراض عن النساء. الثاني : أنه كناية عن الجد والتشمير في العمل. قالوا:وكان سبب اجتهاده في العشر طلب ليلة القدر.
أسرار الصوم وآدابه: وللصوم ثلاث مراتب : صوم العموم - وصوم الخصوص - و صوم خصوص الخصوص. * فأما صوم العموم فهو كف البطن و الفرج عن قضاء الشهوة. * وأما صوم الخصوص: فهو كف النظر ’ واللسان’ واليد ’ والرجل ’ والسمع’ والبصر ’ وسائر الجوارح عن الآثام. * وأما صوم خصوص الخصوص: فهو صوم القلب عن الهمم الدنيئة’ والأفكار المبعدة عن الله تعالى ’ وكفه عما سوى الله تعالى بالكلية. فمن آداب صوم الخصوص: غض البصر ’ و حفظ اللسان عما يؤذي من كلام محرم أو مكروه’ أو ما لايفيد’ و حراسة باقي الجوارح. وفي الحديث من رواية البخاري’ أن النبي صلى الله عليه وسلم قا ول: << من لم يدع قول الزور والعمل به ’ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه>>. ومن آدابه: أن لا يمتلئ من الطعام في الليل’ بل يأكل بمقدار’ فإنه ما ملأ ابن آدم وعاءً شرّا من بطن. ومتى شبع أول الليل لم ينتفع بنفسه في باقيه’ و كذلك إذا شبع وقت السحر لم ينتفع بنفسه إلى قريب من الظهر’ لأن كثرة الأكل تورث الكسل والفتور ’ ثم يفوت المقصود من الصيام بكثرة الأكل’ لأن المراد منه أن يذوق طعم الجوع ’ ويكون تاركا للمشتهى.
فأما صوم التطوع ’فاعلم أن إستحباب الصوم يتأكد في الأيام الفاضلة’ وفواضل الأيام بعضها يوجد في كل سنة’ كصيام ستة من شوال بعد رمضان’ و كصيام يوم عرفة ويوم عاشوراء’ وعشر ذي اللحجة و محرم. وبعضها يتكرر في كل شهر ’ كأوله وأوسطه وآخره’ فمن صام أول الشهر وأوسطه و آخرره فقد أحسن. وبعضها يتكرر في كل أسبوع’وهو يوم الإثنين والخميس. وأفضلصوم التطوع صوم داود عليه السلام’ كان يصوم يوما ويفطر يوما’ وذلك يجمع الثلاثة معان: * أحدهما: أن النفس تعطي يوم الفطر حظها’و تستوفي في يوم الصوم تعبدها’ وفي ذلك جمع بين ما لها وما عليها’ وهو العدل. *والثاني أن يوم الأكل يوم شكر ’ ويوم الصوم يوم صبر’ والإيمان نصفان: شكر وصبر. * والثالث: أنه أشق على النفس في المجاهدة’ لأنها كلما أنست بحالة نقلت عنها. فأما صوم الدهر ففي أفراد مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف بمن يصوم الدهر كله؟ فقال:<لا صام ولا أفطر - أو - لم يصم ولم يفطر >وهذا محمول على من سرد الصوم في الأيام المنهي عن صيامها: فأما إذا أفطر يومي العيدين وأيام التشريق فلا بأس بذلك.
حكمه: صوم رمضان ’ واجب بالكتاب’ والسنة والإجماع. فأما الكتاب : فقول الله تعالى : <<يا أيُّها الذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عليكمْ الصّيامُ كَما كُتِبَ علَى الذين مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلّكم تتقونْ >> وقال :<< شَهْرُ رَمضانَ الذي أنْزِلَ فيهِ القرآنُ هُدًى للناّس وبيِّنَاتٍ مِنَ الهُدى والفُرقانْ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكم الشهْرَ فلْيَصُمْه >> و أمّا السنّة : فقول النّبى صلّى الله عليه وسلم << بُني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إلاه إلاّ الله وأن محمدا رسول الله’ وإقام الصلاة ’ وإيتاء الزكاة ’ وصيام رمضان وحج البيت >> وأجمعت الأمة: على وجوب صيام رمضان . وأنه أحد أركان الإسلام’ التي عُلمت من الدين بالضرورة’ وأنّ منكره كافر مرتد عن الإسلام.
بم يثبت الشهر: يثبت شهررمضان برؤية الهلال ’ ولو من واحدٍ عدلٍ أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما.
أركان الصوم: للصيام ركنان تتركب منهما حقيقته: 1- الإمساك عن المفطرات’ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. قال تعالى << فالأنَ باشِروهُنَّ وابْتغُوا ما كَتَبَ الله لكم وكُلُوا واشْربُوا حتّى يتَبَيّنَ لكُمْ الخيطُ الأبيضُ مِنَ الخيْطِ الأسودِ مِنَ الفَجْرِ ثُمَّ أتِمُّوا الصيامَ إلى الليلِ >> والمراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود بياض النهار وسواد الليل. 2- النّية : لقول الله تعالى :<< ومَا أًمِرُوا إلاّ لِيعبُدوا الله مُخْلِصينَ لَهُ الدّين >> وقوله صلى الله عليه وسلم :<< إنّما الأعمال بالنّيات’ وإنّما لكلّ امرىء ما نوى >
على من يجب الصوم: أجمع العلماء : على أنه يجب الصّيام على المسلم العاقل البالغ ’ الصّحيح المقيم ’ ويجب أن تكون المرأة طاهرة من الحيض ’ والنفساء. فلا صيام على كافر ’ ولا مجنون’ ولاصبيّولا مريض ولا مسافر ’ ولا حائض ’ ولا نُفساء ’ ولا شيخ كبير ’ ولا حامل ’ ولا مرضع .