الكابتن Admin
عدد الرسائل : 693 العمر : 63 تاريخ التسجيل : 01/02/2009
| موضوع: مجموعة قصائد لنزار قبانى ( من الروائع) الأحد مارس 29, 2009 3:19 pm | |
| مجموعة قصائد لنزار قبانى ( من الروائع)
في مدح سيد الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
وأرقـــــت وحــــدي والأنــــام .. نــيــامُ
ورد الـجـمـيع ومــن سـنـاك .. تــزودوا وطــردت عــن نـبـع الـسـنا .. وأقـاموا
ومُـنـعتُ حـتـى أن أحــومَ ولـم .. اكـدْ وتـقـطعت نـفـسي عـلـيك .. وحـامـوا
قصدوك وامتدحوا ودوني أغلقت ,,, أبواب مدحك فالحروف .. عقامُ
ـ أدنو فأذكر ما جنيت فأنثنــــي ,,, خجلاً تضيق بحملي .. الأقدامُ
ـ وِزْرِي يكبّلني ويخرسني الأسى ,,, فيموت في طرف اللسان .. كلامُ
ـ يمّمت نحوك يا حبيب الله فـــي ,,, شوق تقض مضاجعي الآثامُ
ـ يا من ولدت فأشرقت بربوعنا ,,, نفحات نورك وانجلى .. الإظلامُ
أأعود ظمآن وغيري يرتـــــــوي ,,, أيرد عن حوض النبي .. هيامُ
كيف الدخول إلى رحاب المصطفى ,, , والنفس حيرى والذنوب .. جسامُ
ـ ماذا أقول وألف ألف قصيدة ,,, عصماء قبلي سطرت .. أقلامُ
ـ مدحوك ما بلغوا برغم ولائهم ,,, أسوار مجدك فالدنو .. لمامُ
ـ حتى وقفت أمام قبرك باكياً ,,, فتدفق الإحساس .. والإلهامُ
ـ يا ملء روحي وهج حبك في دمي ,,, قبس يضيء سريرتي .. وزمامُ
ـ حوربت لم تخضع ولم تخشَ العدى ,, , من يحمه الرحمن كيف .. يضامُ
ـ وملأت هذا الكون نوراً فاختفت ,,, صور الظلام وقوّضت .. أصنامُ
ـ الحزن يملأ يا حبيب جوارحي ,, , فالمسلمون عن الطريق تعاموا
ـ والذل خيّم فالنفوس كئيبة ,,, وعلى الكبار تطاول .. الأقزامُ
ـ الحزن أصبح خبزنا.. فسماؤنا ,,, شجن وطعم صباحنا .. أسقامُ
ـ أنى اتجهت ففي العيون غشاوة ,,, وعلى القلوب من الظلام .. ركامُ
ـ يا طيبة الخيراتِ ذلّ المسلمون ولا مجير وضيّعت .. أحلامُ
ـ يغضون أن سلب الغريب ديارهم ,,, وعلى القريب شذى التراب حرامُ
ـ باتوا أسارى حيرة تمزق ,,, فكأنهم بين الورى .. أغنامُ
ـ ناموا فنام الذل فوق جفونهم ,,, لا غرو ضاع الحزم والإقدامُ
ـ ودنوت مذهولا أسيراً لا أرى ,,, حيران يلجم شعري .. الإحجامُ
إختاري
إني خيَّرتُكِ فاختاري ما بينَ الموتِ على صدري.. أو فوقَ دفاترِ أشعاري.. إختاري الحبَّ.. أو اللاحبَّ فجُبنٌ ألا تختاري.. لا توجدُ منطقةٌ وسطى ما بينَ الجنّةِ والنارِ..
إرمي أوراقكِ كاملةً.. وسأرضى عن أيِّ قرارِ.. قولي. إنفعلي. إنفجري لا تقفي مثلَ المسمارِ.. لا يمكنُ أن أبقى أبداً كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ إختاري قدراً بين اثنينِ وما أعنفَها أقداري..
مُرهقةٌ أنتِ.. وخائفةٌ وطويلٌ جداً.. مشواري غوصي في البحرِ.. أو ابتعدي لا بحرٌ من غيرِ دوارِ.. الحبُّ مواجهةٌ كبرى إبحارٌ ضدَّ التيارِ صَلبٌ.. وعذابٌ.. ودموعٌ ورحيلٌ بينَ الأقمارِ.. يقتُلني جبنُكِ يا امرأةً تتسلى من خلفِ ستارِ.. إني لا أؤمنُ في حبٍّ.. لا يحملُ نزقَ الثوارِ.. لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ لا يضربُ مثلَ الإعصارِ.. آهٍ.. لو حبُّكِ يبلعُني يقلعُني.. مثلَ الإعصارِ..
إنّي خيرتك.. فاختاري ما بينَ الموتِ على صدري أو فوقَ دفاترِ أشعاري لا توجدُ منطقةٌ وسطى ما بينَ الجنّةِ والنّارِ..
إغضب
إغضبْ كما تشاءُ.. واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ حطّم أواني الزّهرِ والمرايا هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا.. فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ.. كلُّ ما تقولهُ سواءُ.. فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..
إغضبْ! فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ إغضب! فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ.. كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً.. فإنَّ قلبي دائماً غفورُ إغضب! فلنْ أجيبَ بالتحدّي فأنتَ طفلٌ عابثٌ.. يملؤهُ الغرورُ.. وكيفَ من صغارها.. تنتقمُ الطيورُ؟
إذهبْ.. إذا يوماً مللتَ منّي.. واتهمِ الأقدارَ واتّهمني.. أما أنا فإني.. سأكتفي بدمعي وحزني.. فالصمتُ كبرياءُ والحزنُ كبرياءُ إذهبْ.. إذا أتعبكَ البقاءُ.. فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ.. وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني.. فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ.. فأنتَ في حياتيَ الهواءُ.. وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..
إغضبْ كما تشاءُ واذهبْ كما تشاءُ واذهبْ.. متى تشاءُ لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...
أيظن؟
أَيَـظُـنُّ أنِّـي لُعبَـةٌ بيَدَيْـهِ ؟ أنـا لا أفَكِّـرُ بالرّجـوعِ إليـهِ
اليومَ عادَ .. كأنَّ شـيئاً لم يكُـنْ وبراءةُ الأطـفالِ في عَـيْنيْهِ ...
ليقـولَ لي : إنِّي رفيقـةُ دربِـهِ وبأنّني الحـبُّ الوحيـدُ لَدَيْـهِ..
حَمَلَ الزّهورَ إليَّ .. كيـفَ أرُدُّهُ وصِبَايَ مرسـومٌ على شَـفَتَيْهِ ؟
ما عدْتُ أذكُرُ، والحرائقُ في دَمي كيـفَ التجَـأْتُ أنا إلى زَنْدَيْـهِ
خبَّأتُ رأسـي عنـدَهُ ... وكأنّني طفـلٌ أعـادوهُ إلـى أبَوَيْـهِ ..
حـتّى فسـاتيني التي أهملتُـها فَرحَتْ بهِ .. رَقَصَتْ على قَدَمَيْهِ
سـامَحتُهُ.. وسـألتُ عن أخبارِهِ وبكيـتُ سـاعاتٍ على كَتِفَيْـهِ
وبدونِ أن أدري تركتُ له يـدي لتنامَ كالعصفـورِ بيـنَ يَدَيـْهِ ..
ونَسيتُ حقدي كُلَّهُ فـي لَحظَـةٍ مَن قالَ إنّي قد حَقَـدْتُ عليهِ ؟
كَم قُلتُ إنّي غيـرُ عائـدَةٍ لـهُ ورَجعتُ .. ما أحلى الرّجوعَ إليهِ
رسالة إلى رجل ما
يا سيّدي العزيزْ .. هذا خِطابُ امرأةٍ حمقاءْ .. هلْ كتبَتْ إليكَ قبلي امرأةٌ حمقاءْ ؟ إسمي أنا ؟ دَعْنا منَ الأسماءْ رانيةٌ ، أم زينبٌ ، أم هندُ ، أم هيفاءْ أسخفُ ما نحملُهُ ، يا سيّدي ، الأسماءْ
2
يا سيّدي ! أخافُ أن أقولَ ما لديَّ من أشياءْ أخافُ ـ لو فعلتُ ـ أن تحترقَ السّماءْ فشرقُكم يا سيّدي العزيزْ يصادرُ الرسائلَ الزرقاءْ يصادرُ الأحلامَ من خزائنِ النساءْ يمارسُ الحَجْرَ على عواطفِ النساءْ يستعملُ السّكينَ .. والسّاطورَ .. كي يخاطبَ النساءْ .. ويذبحُ الربيعَ ، والأشواقَ ، والضفائرَ السوداءْ وشرقُكم يا سيّدي العزيزْ يصنعُ تاجَ الشرفِ الرفيعِ .. من جماجمِ النساءْ ..
3
لا تنتَقِدْني سيّدي .. إنْ كانَ خَطّي سيّئاً .. فإنّني أكتبُ .. والسيّافُ خلفَ بابي وخارجَ الحُجرةِ صوتُ الريحِ والكلابِ يا سيّدي ! عنترةُ العبسيُّ خلفَ بابي يذبحُني .. إذا رأى خِطابي يقطعُ رأسي .. لو رأى الشفّافَ من ثيابي .. يقطعُ رأسي .. لو أنا عبَّرْتُ عن عذابي .. فشرقُكمْ يا سيّدي العزيزْ يحاصرُ المرأةَ بالحرابِ .. وشرقُكم ، يا سيّدي العزيزْ يبايعُ الرجالَ أنبياءً ويطمرُ النساءَ في التُّرابِ ..
4
لا تنزعجْ ! يا سيّدي العزيزَ .. من سُطوري لا تنزعجْ ! إذا كسرتُ القُمْقُمَ المسدودَ من عصورِ إذا نزعتُ خاتمَ الرصاصِ عن ضميري إذا أنا هربتُ من أقبيةِ الحريمِ في القصورِ . إذا تمرَّدْتُ على موتي . على قبري . على جذوري والمسلخِ الكبيرِ .. لا تنزعجْ يا سيّدي إذا أنا كشفتُ عن شعوري فالرجلُ الشرقيُّ .. لا يهتمُّ بالشِّعرِ ولا الشُّعورِ الرجلُ الشرقيُّ ـ واغفرْ جُرْأتي ـ لا يفهمُ المرأةَ إلا داخلَ السريرِ ..
5
معذرةً يا سيّدي إذا تطاولْتُ على مملكةِ الرجالِ فالأدبُ الكبيرُ ـ طبعاً ـ أدبُ الرجالِ والحبُّ كان دائماً .. من حِصَّةِ الرجالِ .. والجنسُ كانَ دائماً مُخَدَّراً يُباعُ للرجالِ خُرافَةٌ حُريّةُ النساءِ في بلادِنا فليسَ من حُريّةٍ أخرى سِوى حُريّةُ الرجالِ .. يا سيّدي ! قُل كلَّ ما تريدُه عنّي .. فلنْ أُبالي سطحيّةٌ .. غبيّةٌ .. مجنونةٌ .. بلهاءْ .. فلم أعُدْ أُبالي لأنَّ مَن تكتبُ عن همومِها في منطقِ الرجالِ ، تُدعى امرأةً حمقاءْ ألمْ أقُلْ في أوَّلِ الخطاب .. إنّي امرأةٌ حمقاءْ ..
| |
|