الكابتن Admin
عدد الرسائل : 693 العمر : 63 تاريخ التسجيل : 01/02/2009
| موضوع: النشرة الاخبارية - للحزب الوطنى الديمقراطى الأحد يونيو 14, 2009 2:29 pm | |
| تغير اتجاه النص
النشرة الاخبارية - للحزب الوطنى الديمقراطى يوم أصـبحت القاهـرة عاصمة العالم .. ماذا قال أوباما ؟ - بقلم: د. علي الدين هلال بعيدا عن الحالة العاطفية التي أوجدها الرئيس أوباما بين المصريين والتي مست القلوب والعقول ببساطته وتلقائيته وحيويته وبما يمتلكه من مهارات الخطابة والإلقاء, وبعيدا عن أولئك الذين رفعوا سقوف توقعاتهم بشأن ما سوف يقوله ثم انتقدوه لأنه لم يقل ما توقعوه منه, وبعيدا عن أولئك الذين أقنعوا أنفسهم بأن كل ما يجري في مصر هو سيئ وسلبي ويبحثون في كل حدث أو تطور عن النقاط المظلمة والذين خرجوا بتحليلات عن أن أوباما لم يأت بجديد... والحقيقة هي غير ذلك كله فيما أعتقد. الحقيقة تبدأ بوضع الأمور في نصابها, وهي أن أوباما هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأنه ـ بهده الصفة ـ عليه دستوريا مسئولية حماية المصالح الأمريكية في كل مناطق العالم وأن كل ما يفعله أو يصرح به هو تعبير عن إدراكه للمصالح القومية الأمريكية, والحقيقة أيضا أن كل كلمة ينطق بها أوباما في خطابه قد تم اختيارها بعناية ولكي تعطي معني محددا, الكلمات التي تم اختيارها والاقتباسات التي تم استخدامها جاءت لتحقق هدفا والكلمات التي لم يستخدمها غابت أيضا لسبب( من ذلك مثلا عدم استخدامه تعبير الإرهاب), فما تم الإشارة له والمسكوت عنه له معني ودلالة, والحقيقة أيضا أن مشكلة أوباما الأولي والعاجلة هي التعامل مع الأزمة الاقتصادية وتداعياتها السلبية علي الاقتصاد الأمريكي, وهو يعطي للأمور وزنها وأولويتها في ارتباطها بهذا الموضوع... واذا تجاوزنا التفاصيل وسعينا للبحث عن الأصول فعن ماذا تحدث أوباما؟ تحدث أوباما أولا عن حدود استخدام القوة وأن القوة العسكرية لا تستطيع بمفردها تحقيق الأمن الأمريكي والمصالح الأمريكية, وبرز هذا بوضوح في إشارته الي أفغانستان والعراق, لقد رأي أوباما المشروع السياسي لبوش وهو يتهاوي وبحيث أصبح استمراره تهديدا للمصالح الأمريكية وأراد أن يبدأ طريقا جديدا وأن ينهج سبيلا جديدا لحماية هذه الأهداف, وهذا الطريق يعتمد علي الحوار والدبلوماسية وبناء التحالفات والائتلافات. وقال أوباما ثانيا: إن التاريخ مليء بالأحداث الجسام الإيجابية والسلبية.. مليء بعلاقات الصراع والحروب, ومليء أيضا بعلاقات التعاون والتقارب, وأن اختلاف الرؤي بين الثقافات والشعوب هو أمر طبيعي وأن حل هذه الخلافات يكون من خلال الحوار والنقاش, وتفهم كل طرف لبواعث وجهات النظر الأخري ودوافعها, ويترتب علي ذلك أن حوار الثقافات ـ وليس الصراع بينهما ـ هو الطريق لبناء مستقبل أفضل. وقال أوباما ثالثا, إنه لا ينبغي أن نظل أسري لعداوات الماضي ولكن علينا أن نتطلع الي ما يجمع بيننا ويربط بين مصالحنا وأنه يجب علينا التوقف عن لوم الآخرين واعتبارهم مصدر الخطأ والشر, وأن يتحمل كل منا مسئوليته وقدره, وأنه لا يكفي أن نعرف ماذا نرفض ولكن أن نعرف أيضا ماذا نريد وأن نكون علي استعداد لتحمل مسئولية تحقيقه. وقال أوباما رابعا: إن السياسة هي فن الممكن وإنه من الضروري أن ننظر الي الأمور نظرة متوازنة, لذلك وعندما تعرض للقضية الفلسطينية أشار الي مأساة اليهود في ألمانيا النازية, ثم ربطها بمأساة الفلسطينيين في الستين عاما الماضية, ومن المؤكد أن البعض ـ أو ربما الأغلبية ـ منا تمنت ألا يشير أوباما الي الجانب المتعلق باليهود والي العلاقة الوثيقة وغير القابلة للانفصام ـ حسب تعبيره ـ بين إسرائيل وأمريكا, ولكنه فعل ذلك لتحقيق التوازن ولأسباب واقعية وبراجماتية. الأمر المؤكد أن أوباما لا يتبني وجهة النظر العربية كاملة وهذا أمر طبيعي ومنطقي.. ولكن المؤكد أيضا أن خطابه حمل إشارات ورسائل لم تصدر علي هذا النحو وبشكل متكامل عن أي رئيس أمريكي في نصف القرن الماضي, مثل إشارته الي حماس دون أن يصفها بأنها تنظيم إرهابي, وإشارته الي القدس كمدينة مفتوحة لكل أبناء إبراهيم, وربما لم يلحظ كثيرون أنه عندما دعا الفلسطينيين الي نبذ العنف وأعطي أمثلة لحركات المقاومة السلمية الناجحة, أشار الي نضال السود في جنوب إفريقيا, وكل هذه ـ وغيرها ـ من إشارات وايحاءات تعطي المجال لتطوير موقف أمريكي جديد في المنطقة, لقد قال أوباما كلمته ومن حقه أن يعبر عنها بالطريقة التي يتصور أنها تخدم مصالح بلده وسياساته, ومن حقنا أن نتفق ونتحفظ ونختلف مع بعض ما ورد في هذا الخطاب, ولكن لايمكن لأي شخص معني بمستقبل بلاده أن يتجاهله أو يغفل الاشارات والايحاءات الايجابية التي وردت فيه. والأهم من هذا أن يقول العرب كلمتهم أيضا وأن يوضحوا أهدافهم وأولوياتهم, وأن يتحدثوا بلغة واحدة في الجلسات المغلقة وفي أدوات الإعلام, لأنه لم يعد هناك سر بهذا الشأن كما ذكر الصحفي الأمريكي توماس فريدمان في مقاله نقلا عن أوباما, من أنه يستمع من القادة العرب في الجلسات المغلقة غير ما يجده في أدوات الإعلام, والحديث عن موقف ايجابي أمريكي لا يعني تطابق الآراء مع الموقف العربي فهناك نقاط اختلاف وتباين ولكن ذلك لا يمنع من اقتناص الفرصة واتخاذ زمام المبادرة لممارسة أكبر ضغط علي إسرائيل حتي تظهر علي حقيقتها وأنها غير راغبة في الانسحاب من الأراضي المحتلة وحل الدولتين والذي وصفه أوباما بأنه مصلحة قومية أمريكية. القاهرة في 13 يونيو 2009م |
| |
|