المخرج في الالتزام!
فما المخرج؟ المخرج في الالتزام الذي يجب أن يكون محور اهتمام كل واحدٍ منا؛ لأن الالتزام ليس في الحقيقة بابًا يفتح ثم يجلس الإنسان بجواره... لكنه عمل مستمر دائم.
فأنت في صلاتك المفروضة في اليوم والليلة تطلب من الله U الهداية إلى الصراط المستقيم سبع عشرة مرة ‑ وقد أسلمت بحمد الله ‑ وهذا يدل على أن الصراط المستقيم الذي نحتاج إلى الاهتداء إليه يشمل (أو يتضمن) علمًا تفصيليًا بحدوده، وحبًا لسلوكه، وامتثالاً وانقيادًا وسيرًا فعليًا على ذلك وثباتًا عليه إلى أن نلقى الله I.
قضية الالتزام بطاعة الله وطاعة رسوله r، والالتزام بالكتاب والسنة قضية عظيمة الخطر لابد أن تكون الهدف الأول لكل واحدٍ منا في حياته؛ لأنها تحقيق العبودية التي خُلِقْت من أجلها... قال الله I: } (الذاريات/56).
وإذا علمت أن عدوك هنا يريد أن يسرق منك هذا الكنـز العظيم فلابد وأن تدرك قيمة هذا الكنـز ولابد أن تحرص عليه وتستبق إليه وتحوطه إذا لم تكن قد وصلت إليه بعد؛ فسارع قبل أن يفوتك!.
وإذا علمت أن عدوك اللدود يقف لك بالمرصاد فيضع لك الحواجز والعقبات فيمنعك من الالتزام، ويمنعك من الفوز بهذا الكنـز العظيم أن تقترب من الله I وأن تخافه وأن ترجوه وأن تشتاق إليه وأن تعبده بكل أنواع العبادات!.
وإذا كنت قد وصلت فلابد أن تدافع عنه لأنه لا يتركك بل يحاول معك من داخلك ومن خارجك، يحاول معك ليبعدك عن حقيقة الالتزام؛ بأن يستغل ما خطر عليك من رغبات وإرادات وشهوات لتنال الحرام، وإن كنت في قناعتك أو في ظاهرك أنك قد التزمت!.
يريد أن يبعدك، ثم هو يسلط عليك أولياءه وأعوانه لينالوا منك من أنواع الأذى إن لم يستطيعوا أن يأخذوك بعيدًا عن الكنـز الذي يريد أن يسرقه منك؛ لأنه حُرمَ هذا الكنـز!
لقد كان موجودًا في الملأ الأعلى ثم طُرِد وأُبْعِد وصُغِّر وحُقِّر بما تكبر وأبَى ورد الأمر على الله U، وبما وقع في قلبه من الحقد والحسد، كل ذلك أدى إلى الكفر والعياذ بالله.
فهو يحسدك أيها المسلم على ما منَّ الله I به عليك من هذا الدين وما يرزقك ربك Y من معرفته ومحبته فيكاد يموت إذا شاهد إنسانًا قد سلك طريق الالتزام والقرب من الله U وطاعة الرسول r لكنّ الله I كتب له البقاء إلى يوم يبعثون.
إذًا لابد أن تعلم أنك في حرب وتستشعر خطورة الحرب وبالتالي تقف على كل الثغور وتدافع عن نفسك فأنت أرض المعركة، قلبك هو أرض المعركة الذي يُراد أن يؤسر ويُلقى في سجن الشهوات والرغبات المحرقة وسجن الشبهات المضلة والضلالات والأفكار والتصورات التي تُهلك الإنسان.