عوامل إزالة هذا الخوف!
تأكد أن هذا كله من الحواجز الوهمية.
أولاً: لابد أن تعمق الخوف من الله I، وتعلم أن الدنيا كلها كطيف أو كحلم يأتيك في المنام توشك أن تستيقظ منه والدنيا يوم والآخرة هي اليوم الآخر وأنت نصيبك من الدنيا سنواتٌ معدودة فإذا كانت الدنيا من أولها إلى آخرها يومًا وتأمل كم بقي الناس على وجه الأرض منذ بدء الخليقة؟ مئات الآلاف من السنين أو أكثر الله أعلم لكن نصيبك أنت من الحياة ستون أو سبعون سنة الله أعلم ولو بقي الواحد منا إلى هذا العمر لبقي ضعيف البدن تأتيه أمراض الشيخوخة والضعف فمن أجل هذه الدنيا تخاف الناس ولا تخاف من الله U.
قال الله I: } { (آل عمران/175)
ثم تأكد أن الالتزام فيه الراحة والسكون والطمأنينة قال تعالى: } (الشرح/1). وأنت نصيبك من الانشراح بقدر اتباعه r، والانشراح في الصدر يغنيك عن سعة المكان والرضا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ r يذيقك حلاوة الإيمان، يجعل الله لك فرجًا ومخرجًا من كل ضيقٍ وهم.
قال ابن تيمية رحمه الله: «ما يفعل أعدائي بي أنا جنتي معي بستاني في صدري إن قتلي شهادة ونفيي سياحة وسجني خلوة وتعذيبي جهاد في سبيل الله» سبحان الله فالله I جعل السعادة في طاعته وجعل الشقاء في معصيته، تذكر قوله تعالى: } { (يوسف/64). الله يحفظك ويحوطك ويحميك ويدفع عنك الأذى فوالله كم جرب المؤمنون من دفاع الله U عنهم وحفظه لهم كما قال النبي r لابن عباس t: «يَا غُلاَمُ إِنِّى أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ».
إذا حفظت حدود الله حفظك الله I ورفعك ورزقك من فضله فالأرزاق بيد الله لا بيد الناس إذا اتقيت الله جعل لك مخرجًا } (الطلاق2‑3).
قال الله U في الحديث القدسي: «يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِى أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ مَلأْتُ صَدْرَكَ شُغْلاً وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ».
إذًا ما خوفوك بشيء من دون الله تذكر قول الله } { (الزمر/36). من خاف من غير الله فقد أضله الله فلا تخف غير الله لأنهم لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا.
فالسعادة في طاعة الله والرزق في تقواه والسعة والسكينة في ذكره U } { (الرعد/28).
وهذه الأمور كما أنها في كتاب الله فقد جربها أهل الإيمان عبر العصور وسعادة الإنسان حين يتقرب من الله لا تدانيها سعادة تأكد من ذلك وأقبل فقد سبقك سابقون إلى الله I ومضوا فادعُ الله أن يجعلك معهم اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت.