من موانع الالتزام
عدم حراسة ثغر العين
هذا الأمر من أعظم موانع الالتزام أعني بذلك ترك ثغر العين مفتوحًا بلا حراسة. عدم تحقيق غض البصر وإطلاق البصر إلى العورات المكشوفة في الطرقات وفي وسائل الإعلام من فيديو وتليفزيون ومجلات ودش وصور عارية والبحث عما حرم الله U من ذلك.
وهذا الأمر من أعظم أسباب الانحراف وهو أقصر المداخل إلى القلب والعين إن لم تحرسها وتدافع عنها فسيدخل الشيطان بأيسر الطرق إلى القلب فيسيطر عليه ويقذف فيه حب الشهوات، والشهوة الجنسية من أقوى الشهوات عند الإنسان حتى قال بعض الزنادقة والكفرة إن الشهوة الجنسية هي المحرك الأساسي لعالم البشر وإنها التي تدور حولها كل الرغبات والإرادات البشرية.
وكذبوا في ذلك فالإنسان أعلى قدرًا من ذلك ولكن قلوبهم المطموسة وأفكارهم المنكوسة هي التي أدت بهم إلى إن يقولوا إن الشهوة الجنسية هي المحرك الحقيقي لكل رغبات الإنسان، لكنها بلا شك من أقوى الشهوات ولا يمل الناس منها. فهل وقف الغرب عند حد معين في أمر الشهوة الجنسية؟ هل توقفوا وزهدوا في هذه الشهوة بعد كل ما قدموه للبشرية من انحلال وانحطاط؟ هل زهدوا في هذه المناظر رغم أنهم يرون ليل نهار أنواعًا من هذه الفتن والمضلات! فلذلك لابد أن نحرص على غض البصر.
وهذه الشهوة تجر شهوات بعد ذلك. شهوة الفرج مبنية على شهوة العين في المقام الأول.
فهذه الملابس الضيقة وهذه العورات المكشوفة وهذا التبرج والسفور المنكر الذي حرَّمه الله وبيَّن نبيُّه r أنه من الكبائر قال الله تعالى: } (الأحزاب/33 ).
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا».
فالله I حرَّم الجنَّةَ على هؤلاء المتبرجات. لا يدخلن الجنَّة ولا يجدن ريحها. فلماذا تفتح على نفسك باب الشهوات من خلال النظر؟!
الاستسلام للشهوة الجنسية
كثيرٌ من الشباب من موانع التزامه الحقيقي أنه يستسلم للشهوة الجنسية إما بأن يسير مع الفتيات المائلات. . وإما عن طريق العادة السيئة المعروفة بالعادة السرية (الاستمناء). وإما أن ينظر إلى الصور العارية.
وذلك يفتح له أبواب الفتنة. ولو سد الباب من أول الطريق لكان ذلك من أعظم ما يعينه على الالتزام.
وحراسة الخواطر في ذلك باب مهم عظيم. فلا شك أن ثغر العين هو المِفتاح إذا نظر في الصورة المحرَّمة تبعه التفكير والخواطر وكلمة الصورة تشمل الشكل الحي وتشمل الصورة المرسومة أو المصورة بالآلات أو الكاميرا المتحركة التي نراها في وسائل الإعلام فكلام العلماء من السلف على عشق الصور مقصودهم به كل صورة للنساء وكذا للرجال بالنسبة للنساء . فهذا الأمر لابد من الحذر منه والخواطر ويعنى بها التفكير .
فلابد للإنسان حتى يبتعد عن هذه الشهوة المحرَّمة بأن يتقي الله U في تفكيره في اللحظات التي يقضيها وحده.
والتخيل وأحلام اليقظة من أعظم الأسباب الجالبة للمنكر مثل إنسان يجري بسيارته بأسرع ما يمكن وهو يريد أن يوقفها بعد عدة أمتار عند حاجز معين يتصور البعض أنه يمكنه ذلك فيظل يزيد في سرعة السيارة حتى تنطلق بأقصى سرعة وبعد ذلك عندما يحاول إيقافها يجد هذا غير ممكن بل ستصطدم بما أمامها أو تنقلب.
فمن كان يريد أن يقف عند حد معين فلابد أن يهدئ السرعة بالتدريج حتى يقف عند الحد المطلوب. كذلك الإنسان الذي يستحضر الأفكار والصور في ذهنه، ويتخيل كذا وكذا خصوصًا قبل النوم وخصوصًا إذا كان في أماكن الخلاء كالحمام وغيره، ويظل يفكر في هذه الشهوة. فسوف يعجز أن يوقف هذه الشهوة عند حدها بالتأكيد. فإما أن يمارس العادة السيئة وإما أن يسعى في نيل الحرام بالزنا بدرجاته المختلفة (الزنا بالعين والأذن واليد والرجل والفرج) والعياذ بالله!.