تزيين أهل الباطل
وأهل الباطل يزينون لكثير من الشباب أن هناك بعض العلاقات تخفف الشهوة؛ فيقولون الصداقة البريئة مع الفتيات وإباحة الاختلاط تهدئ الشهوة الجنسية، ولبيان بطلان هذا نسوق لهم هذا الخبر المنشور في الجرائد وعلى النت:
أن الهيئات التعليمية الأمريكية أعلنت مشروعًا يؤيده الرئيس الأمريكي في منع الاختلاط في المدارس من سن البلوغ بين الشباب والفتيات ‑ ليس من منطلق ديني طبعًا فهؤلاء قومٌ عندهم من الكفر والإباحية ما عندهم ‑ لكن من منطلق أن مستوى الطلاب والطالبات في المدارس المختلطة أقل من مستواهم العلمي في المدارس غير المختلطة، لشدة اهتمام كل من الطرفين بالآخر في المدارس المختلطة مما يشغل فكر الطالب والطالبة والتهيؤ والاستعداد الشكلي أمام الآخرين؛ فلذلك قرروا إنشاء مدارس غير مختلطة. ويريدون زيادتها بدلاً من المدارس المختلطة الموجودة. فهذا من كلام أهل الباطل والضلال الذين يقول أذنابهم إن هذه العلاقات تخفف الشهوة، بالعكس هي تزيد منها، فالإنسان إذا غض بصره ملك فرجه واستطاع أن يمنع نفسه من غيها. أما إذا أطلق لنفسه العنان فلا يستطيع أن يحفظ فرجه.
كما أن هذه الشهوة لا يملها الإنسان طالما بقيت فيه إلى أن يصل إلى السن الذي لا يجد فيه هذه الرغبة فإذا ظل مع الشيطان فإنه يستغله إلى آخر لحظة!.
ولذلك لما بدأت المجتمعات الغربية منذ نحو مائة سنة في مسألة التعري لم يتوقفوا عنها إلى يومنا هذا، مع العلم بأن دينهم يأمرهم بغض البصر، ففي الإنجيل أن المسيح u قال:«وأما أنا فأقول لكم من نظر بعينه فقد زنى»وذلك لأن الأنبياء جاءوا بدعوة واحدة فيها غضُّ البصر وحفظ الفرج وحفظ العورات وعدم التعري، لكنهم لا يلتزمون بدينهم، بل ألقوه وراءهم ظهريًا!.
إن الشيطان هو الذي يريد كشف العورة فهي خطة إبليس كما قال تعالى: } { (الأعراف/27). فالشيطان هو الذي يريد كشف العورة لأنه يتوصل بذلك إلى نيل الحرام وغالبًا ما تقترن مجالس الاختلاط بكثير من المنكرات.
فهم دائمًا يصفونها بأنها سهرات حمراء لابد فيها من الشهوة الجنسية ولابد معها من شهوة المسكر، والإنسان لاشك قلبه يتألم من مخالفة شرع الله، وهو لا يدري من أين يأتيه الألم وكثيرٌ جدًا من الناس لا يدرون من أين يأتيهم الشقاء، والحقيقة أن سبب الشقاء هو البعد عن دين الله تعالى ومخالفة شرع الله U فيريدون أن تغيب عقولهم؛ لكي يتخيلوا السعادة المفقودة،إذا غابت العقول تخيلوا الوهم حقيقة وتصوروا أن ما بخيالهم المريض هو الذي يجدونه بالفعل؛ فيزيدون من شرب المسكرات كالخمر والمخدرات التي تملأ السهل والوادي في العالم، وهي من أربح التجارات والحقيقة أنها من أخسرها.
من أربح التجارات فيما يظنون في الدنيا ولكنها من أعظم الأشياء تدميرًا للدين والدنيا والآخرة والعياذ بالله.
فهذا الباب (باب الشهوة) خطيرٌ للغاية فمن الناس من يشرب الخمر من أجل أن يستمتع بالشهوة الوهمية في أمر الجنس فلابد من الحذر الشديد .
فالخمر مفتاح الشر والإثم والوسيلة الأساسية للشيطان لكي ينام القلب ولا يتألم من أنواع المعاصي التي تؤلمه في الحقيقة. لكن يعطيه المخدر. كما يحتاج المريض مثلاً إلى جراحة فلو شعر بالألم أثناء الجراحة لصرخ، وما تمكّن الأطباء من إجرائها؛ فيعطونه المخدر، كذلك القلب.
فالشيطان يريد أن يقطعه إربًا ويمزقه وهو في أسرهِ فكيف يتمكن من ذلك؟ بالمخدرات وكل الشهوات مسكرة ومن أعظمها خطرًا المخدرات المعروفة والمسكرات من خمر وبيرة وأقراص وغير ذلك كما قال النبي r: «كُلُّ مسكر خمرٌ وكل خمرٍ حرامٌ».
وإذا علم العبد أن هذه المخدرات وهذه الخمر من أسباب غضب الله U عليه وأنه إن مات مدمنًا للخمر كان حقًا على الله أن يسقيه من طينة الخَبَال (عصارة أهل النار) نعوذ بالله من ذلك.كما أنه لا يشربها في الآخرة؛فالشهوات كلها تدخل من خلال هذا الباب، وهذا من أعظم أسباب الفساد، ومن أعظم أسباب موانع الالتزام؛ فالشهوة الجنسية محرك كبير جدًا، والخمر مطلوبة لتسكين ألم القلب ولكي يشعر أنه سعيد مع أنه تعيس ويشعر أنه يتلذذ مع أنه يتألم